رد قباني على تعليق محفوظ على قصيدة مهرولون

قباني وهو يرد على محفوظ بعد تعليق هذا الأخير على قصيدة مهرولون قائلا إنها قصيدة قوية شعريا ولكنها ضعيفة أيديولوجيا وموقفا. هذا الرد ما زال يحتفظ براهنيته أمام مثقفي المهادنة والسلام الملطخ بدماء الشهداء.

يقول نزار: 

الأستاذ نجيب محفوظ، إنسان رقيق كنسمة صيف، وحريري في صياغة كلماته، ورسولي في سلوكه على الورق، وسلوكه في الحياة، إنه رجل اللاعنف الذي يمسك العصا من وسطها.. ولا يسمح لنفسه بأن يجرح حمامة.. أو يدوس على نملة.. أو يغامر.. أو يسافر.. أو يغادر زاويته التاريخية في حي سيدنا الحسين. هو رجل السلام والسلامة، ولا يعرف عنه، أنه تشاجر ذات يوم مع أحد.. أو تعارك مع رجل بوليس.. أو وقف في وجه حاكم أو أمير.. أو صاحب سلطة.. إنه دائما يلبس قفازات الحرير في خطابه الإجتماعي، والسياسي.. ويتصرف (كحكومة الظل) في النظام البريطاني".

... فليعذرني عميد الرواية العربية، إذا جرحت عذريته الثقافية، وكسرت عاداته اليومية، وقلبت فنجان القهوة على الطاولة التي يجلس عليها مع أصدقائه. فالقصيدة ليس لها عادات يومية تحكمها.. أو نظام روتيني تخضع له، إنها امرأة عصبية، وشرسة.. تقول ما تريده بأظافرها.. وأسنانها.. القصيدة ذئب متحفز ليلاً ونهاراً، ومواجهة بالسلاح الأبيض مع كل اللصوص.. والمرتزقة.. وقراصنة السياسة.. وتجار الهيكل...

(...)هذا موقف الشعر مما يجري على المسرح العربي، فإذا كان الأستاذ نجيب محفوظ يرى موقفي (ضعيفا).. ويطالبني بأن أصفق لمسرحية اللامعقول التي يعرضونها علينا بقوة السلاح، وقوة الدولار، فإنني أعتذر عن هذه المهمة المستحيلة، ربما كنت في قصيدتي حاداً، وجارحاً، ومتوحش الكلمات.. وربما جرحت عذرية كاتبنا الكبير، وكسرت زجاج نفسه الشفافة، ولكن ماذا أفعل؟ إذا كان قدره أن يكون من (حزب الحمام).. وقدري أن أكون من (حزب الصقور)؟!

ماذا أفعل إذا كان أستاذنا نجيب محفوظ مصنوعا من القطيفة.. وكنت مصنوعا من النار والبارود؟! ماذا أفعل إذا كانت الرواية عنده جلسة ثقافية هادئة في (مقهى الفيشاوي). وكانت القصيدة عندي، هجمة انتحارية على القبح والإنحطاط، والظلام، والتلوث السياسي والقومي؟!"....

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق