قصيدة قصر المسرة عبد الله المزوري

نموذج من الشعر المغربي

تحضير قصيدة قصر المسرة، عبد الله بن عجال المزوري

تمهيد

شهدت الدولة المغربية في عهد السعديين تطورا فاتسع نفوذها شرقا وجنوبا وشمالا، فتنوعت المداخل وعم الرخاء، فاتجه الناس للبناء والتشييد، فبنيت المساجد والقصور وحُفّتْ بالحدائق والبساتين. واكب الشعر المغربي هذه الحركة، ويعتبر الشاعر المزوري من هؤلاء الشعراء الذين رصدوا هذا التحول الحضاري والاجتماعي في المغرب وجسدوه في أشعارهم. وقد كان المزوري شاعرا عصاميا يتلقى الأدب بالمراس، فامتلك موهبة شعرية ستتجلى لنا من خلال دراسة قصيدته في وصف قصر المسرة ومدح بانيه.

الملاحظة وصياغة الفرضية

دراسة العنوان (قصر المسرة)

تركيبيا: قصر؛ خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا وهو مضاف. المسرة؛ مضاف إليه.

دلاليا: قصر؛ مكان مساحته شاسعة، يتميز بالفخامة من ناحية البناء. المسرة؛ تخصيص للقصر – صفة. 

انطلاقا من العنوان الأبيات 1-4-20 وبعض المؤشرات الأخرى نفترض أن موضوع القصيدة سيتمحور حول وصف قصر المسرة ومدح بانيه.

الفهم

بعد قراءة القصيدة وشرح مفرداتها الصعبة، تبين أن الشاعر الزوري واكب بعض مظاهر التحول الحضاري والاجتماعي في المجتمع المغربي إبان الحكم السعدي بوقوفه عند رمز حضاري هو قصر المسرة ووصف مكوناته العمرانية وتعظيم صاحبه مما يدل على ارتباط الشاعر بالسلطة في زمنه. ويمكن تقسيم القصيدة إلى وحدات أساسية تنظم أفكارها كالآتي:

1-    استهلالها بالبشرى.

2-    وصف قبة قصر المسرة وإضفاء مجموعة من الصفات الحميدة.

3-    استعراض بعض المكونات الأخرى للقصر كحدائقه الغنية بالأزهار والأشجار المزينة لها.

4-    تشبيه الشاعر قصر المسرة الذي بناه الواقف بالله بقصر البديع الذي بناه أبوه المنصور الذهبي وفي ذلك إشارة إلى ارتباط الأبناء الآباء.

التحليل: معجمي وبلاغي وإيقاعي وتركيبي (قصر المسرة)

الجانب المعجمي

حقل الطبيعة؛ الماء، الشجر، نرجس الأحداق، التبر، طائر، زهرة الفلق، العيون، سندس، الأنوار...

حقل الإنسان: المنصور، الواثق، الملك، الإنسان، توارت، بشراك...

نلاحظ هيمنة الحقل الدال على الطبيعة في مقابل الحقل الدال على الإنسان وهذا أمر طبيعي لأن الغرض الأساسي للقصيدة هو الوصف، والعلاقة بين هذين الحقلين علاقة ترابط وتكامل لأن القصيدة تعكس التحولات الحضارية والاجتماعية التي عرفها المجتمع المغربي إبان عهد الدولة السعدية وتجسد ارتباط الشاعر بالسلطة في زمنه.

الجانب البلاغي

١ – التشبيه: لجاج الماء من عجب، بحر بلا غرق، جمر بلا حرق.

٢ – الاستعارة: النصر لبى، الطيب حياك، والبيت ١٤.

الجانب الإيقاعي

خارجيا: بشراك فالبشر قد حيا على طرق**والنصر لبى بمجموع ومفترق
الوزن،؛ بحر البسيط.
القافية؛ مطلقة |0|||0 جاءت كلمة.
الروي؛ القاف.
داخليا:
تكرار الحرف؛ القاف، الهاء، الراء، النون...
تكرار الكلمة؛ القصر، الظل، المسرة، زهر، نرجس.
التوازي؛ الأبيات 11-13-22.

لعب الإيقاع دورا مهما في تقوية معاني القصيدة وإيصالها للمتلقي بشكل سلس، كما لعب دورا تزييني وجمالي، بالإضافة إلى التأثير في القارئ.

الجانب التركيبي

مزج الشاعر بين الخبر الإنشاء في القصيدة مع هيمنة الأول نظرا لطبيعة النص،؛ الهبر الأبيات 1-4-5-6، الإنشاء، البيت 2 (الأمر)، والبيت 3 و23 (الاستفهام).

كما وظف الشاعر الجمل الفعلية والإسمية معا، وغلبت الإسمية بشكل طفيف مع الإشارة أن الجمل الفعلية لعبت دورا حركيا داخل القصيدة.

أما فيما يتعلق الضمائر فاستعان بضمير المخاطب إحالة على الأمير، وضمير الغائب والذي له ارتباط بوصف مكونات القصر.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق