قصيدة موكب الخليفة، البحتري - أولى باك

قصيدة البحتري: موكب الخليفة

الشعر العربي والتحولات الحضارية والاجتماعية والثقافية

موكب الخليفة - البحتري

الملاحظة

دراسة العنوان: تركيبيا: موكب، خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا وهو مضاف، الخليفة، مضاف إليه.

دلاليا: ينقسم العنوان إلى شقين يحمل الأول معنى الحشد الكبير والعظيم، أما الشق الثاني فيأخذ معنى قائد الدولة وصاحب السلطة فالتحم اللفظين معا إبرازا لجانب التطور الحضاري الذي عرفه العصر العباسي، فإذا نظرنا للخليفة في العصر الإسلامي نجده رغم كونه يرمز للسلطة إلا أن شأنه شأن العامة من الناس.

فرضية النص

انطلاقا من العنوان وبداية القصيدة ونهايتها ومن بعض المؤشرات الأخرى يتبين لنا أن القصيدة تقليدية عمودية بنظام الشطرين المتوازيين، يتحدث فيها الشاعر عن مدحه للخليفة جعفر وسيصف موكبه.

الفهم

حافظ البحتري في قصيدته "موكب الخليفة" على شكل القصيدة العربية القديمة من خلال اعتماد نظام الشطرين القافية الموحدة وكذلك الروي الموحد، وبنية هذا النص تقوم على غرضين أساسيين هما النسيب والمدح، وداخل كل منهما مشاهد وصفية تدل على نفسية الشاعر وما يعانيه. ويمكن تقسيم هذا النص إلى خمس وحدات رئيسية، لكل واحدة مضمونها الخاص.

الوحدة الأولى من البيت الثاني إلى البيت الخامس، وتتحدث عن الملك. وتشمل الوحدة الثانية البيتين السادس والسابع، يستحضر فيها الشاعر البعد الديني. أما الوحدة الثالثة فمن البيت الثامن إلى البيت الثالث عشر وركز فيها الشاعر على وصف الموكب. أما الوحدة الرابعة فمن البيت الرابع عشر إلى البيت التاسع عشر وقد خصصها الشاعر لذكر معالم المحبة وقيمة الخليفة عند الناس. وأخيرا تحدث الشاعر عن مراسم الصلاة وذلك من البيت العشرون إلى آخر القصيدة.

والملاحظ أن التناظر بين معاني المديح النسيب تقوم على التعارض مع هيمنة بنية المديح رغم أن التعبير عن الحب يجمع بين البنيتين.

التحليل

الجانب المعجمي:

يمكن تقسيم النص إلى حقلين دلاليين، هما:

حقل النسيب: دين علوة، ظلم علوة، يقتضي، يقصر.

حقل المدح: عمت فواضل، الله مكن، أمير المؤمنين، أفضل صائم، عمت فواضل، وقفت في برد النبي،...

حقلين تربط بينهما علاقة تناقض يمكن تفسيرها بالحالة النفسية التي يعيشها الشاعر، فهو إن كان يعيش نوعا من الاضطراب في علاقته مع علوة نجده يعرف طمأنينة وسكينة في علاقته بالممدوح، ولذلك رصد له كما هائلا من المواصفات الاجتماعية، في حين اكتفى في حقل الغزل باليسر.

الجانب البلاغي

التشبيه: "مشيت مشية خاشعا متواضع" (تشبيه بليغ).

الاستعارة: "الأرض خاشعة، لابسا نور الهدى، سعى إليك المنبر، خلنا الجبال تسير..".

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق