التدريس بالنصوص ودوره في اكتساب مهارات كتابة إنشاء فلسفي

 "التدريس بالنصوص ودوره في اكتساب مهارات كتابة الإنشاء الفلسفي لدى التلميذ"

السياق العام للموضوع:

إن  إعتماد المقاربة بالكفايات في النظام التعليمي بالمغرب شكل إضافة نوعية داخل المجال التربوي، وساهم في إعادة النظر في العديد من المفاهيم والطرق البيداغوجية التي كانت رائجة داخله، لاسيما ما يخص الاستراتيجيات المعتمدة في التدريس. ولقد عرفت مادة الفلسفة هي الأخرى تجديدا في التصورات والطرق المعتمدة في تدريسها، وفق ما تمليه مقتضيات وشروط هذه المقاربة الجديدة للتعلمات.


 ولما كانت بيداغوجيا الأهداف تعتمد في هذا السياق على المقاربة المفاهيمية، فقد استحدثت المقاربة بالكفايات، في إطار سيرورة التجديد هذه، آلية التدريس بالنص الفلسفي كدعامة ديداكتيكية أساسية ضمن نظام المجزوءات وذلك  لتفعيل أهداف المنهاج الدراسي الخاص بالمادة، والذي ينص في ديباجته على أن النص الفلسفي "مجال لممارسة نشاط الفهم والتحليل والمناقشة و خلق مسافة مع الافكار من خلال مقارنتها ببعضها، ونقدها".   كما يعتبر مجالا لتحقيق كفايات الكتابة "كشكل نهائي يأخذه التعبير عن قراءة نص والتفكير في قضية فلسفية، وتكون الكتابة فعلا منتجا عندما تعكس سيرورة البحث والتفكير"، وتبرز بشكل أساسي لحظات التفلسف الأساسية (المفهمة، الاشكلة، الحجاج)، كثوابت هامة في إنتاج المتعلم لإنشاء فلسفي متماسك.

غير أن معاينتنا لبعض التجارب الفصلية/الصفية مجريات التداريب الميدانية، المتمثلة في تتبع منهجية بناء الدرس الفلسفي الخاص بمستوى الثانية باكلوريا، علوم إنسانية / علوم الحياة والأرض، وما تخلفه من نتائج في تنمية القدرات والمهارات المرتبطة بالإنشاء الفلسفي لدى التلميذ، أفصحت لنا، بشكل مبدئي، أن طريقة التدريس المعتمدة من لدن الأستاذ داخل الفصل في تعامله مع النصوص الفلسفية، تحتوي على خطوات هي نفسها إلى حد ما الخطوات المطلوبة في الإنشاء الفلسفي، إلا أن بلورتها بشكل فعال داخل الممارسة الصفية يطرح إشكالا أساسيا، يمكن تلخيصه في نقطتين:

 أولا: عدم تصريح الأستاذ بالتطابق بين خطوات بناء الدرس وخطوات الإنشاء الفلسفي.

 ثانيا: بعد تصفح نماذج من أوراق الامتحانات الخاصة بالتلاميذ، تبين لنا أن حضور خطوات الكتابة الفلسفية داخل إنجازاتهم لا يتمظهر بالشكل المطلوب ،حيث يغيب المتن الفلسفي المتكامل، فغالبا ما يتم التركيز على إدراج مواقف الفلاسفة دون حضور لافت لخطوات التحليل، مع شبه غياب لعنصري القيمة والحدود، كما لاحظنا أن إستعمال التلميذ للإشكاليات يبقى مقتصرا على الإشكاليات المرتبطة بالدرس دون بناء إشكالية خاصة انطلاقا من موضوع الامتحان .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق