تصور التوجيهات التربوية والبرامج الخاصة بتدريس مادة الفلسفة - نونبر 2007 والمذكرة الوزارية: 07 -04 حول تدريس الفلسفة والإنشاء الفلسفي

منظور التوجيهات التربوية والبرامج الخاصة بتدريس مادة الفلسفة - نونبر 2007 والمذكرة الوزارية: 07 -04 بخصوص علاقة تدريس الفلسفة بالإنشاء الفلسفي.


تدريس الفلسفة:

عندما نتأمل جليا التوجيهات التربوية  الهاصة بمادة الفلسفة نجد أن تدريس الفلسفة تلك العملية التي تروم تنمية الوعي النقدي والتفكير الحر المستقل وعلى التحرر من مختلف أشكال الفكر السلبي (الدوغمائية، التبعية الفكري، التلقي السلبي  للمعارف والآراء والمعلومات، السلوك الالي اللاواعي، العنف، الخوف، الجبن الاخلاقي إلخ)، كما تنمي حس المواطنة الإيجابية  والفاعلة، والتشبع بالقيم الإنسانية الكونية.

 من هذا المنطلق يتميز النص الفلسفي في سياق البيداغوجيات الحديثة بأهميته البنائية التعليمية، فهو مجال لممارسة نشاط الفهم و التحليل والمساءلة وخلق مسافة مع الافكار من خلال مقارنتها ببعضها ونقدها، حيث يشكل فضاء يتحاور من خلاله التلميذ مع الافكار و يحلل و يناقش التصورات والآراء الفلسفية حول إشكاليات ترهن واقعه المعيش، ويكشف لنا هذا التصور عن تجاوز منطق التلقين إلى منطق البناء والتأسيس  القائم على جعل المتعلم محور العملية التعليمية التعلمية فهو طرف في بناء المعرفة وله من القدرات ما يجعله قادرا على تكييفها مع مقتضيات عصره. 

الإنشاء الفلسفي:

إن كفاية الكتابة الانشائية في مادة الفلسفة تعد ثابتا مهما تحمل الممارسات التعليمية على عاتقها تحقيقه، فالتوجيهات التربوية والمذكرات الوزارية  تصرح بأهمية الكتابة، كشكل نهائي يأخذه التعبير عن قراءة  نص او التفكير في قضية فلسفية، وتكون فعلا منتجا عندما تعكس سيرورة البحث والتفكير .

كما تحضر الكتابة الفلسفية في نص المذكرات الوزارية بكونها عملية مركبة تستدعي فضلا عن الكفايات والقدرات التي تنميها الانشطة الفلسفية القرائية، كفايات ومهارات لغوية، تواصلية، معرفية وعقلية اخرى متعددة ومترابطة لذلك يتطلب التمكن من الياتها ومستوايتها  تدرجا مزدوجا : تدرجا في التمهيد لها عبر الانشطة التالية (أنشطة القراءة الفلسفية، انشطة الحوار والتعبير الفلسفي)، وتدرجا في ممارستها هي ذاتها. ويتحقق هذا التدرج الثاني بتدريب التلاميذ على أنشطة الكتابة الفلسفية الجزئية من خلال: 

تدريبهم على فهم نص أو سؤال أو موضوع فلسفي.

تدريبهم على صياغة إشكال فلسفي.

تدريبهم على تحليل نص فلسفي.

تدريبهم على تركيب الإجابة على سؤال فلسفي من موارد معرفية مختلفة.

تدريبهم على الاثبات والحجاج الفلسفيين.

تدريبهم على الاستنتاج والتركيب الختاميين.

تدربيهم على المناقشة والنقد الفلسفي لرأي أو أطروحة أو موقف فلسفي.

تتوج هذه الأنشطة بأنشطة كتابية فلسفية تركيبية ومتكاملة تدمج فيها مختلف القدرات والمهارات والاستراتيجيات المكتسبة. وتتخذ اساسا شكل كتابة فلسفية، سواء انطلاقا من نص فلسفي يتطلب تحليله ومناقشته أو من سؤال أو قولة فلسفية يستدعيان بناء إشكال فلسفي ومعالجته في ضوء المكتسبات المعرفية والمنهجية الفلسفية.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق