المحور الثاني: العقلانية العلمية
طبيعة الفكر أو التفكير العلمي (العقلانية العلمية)
تساؤلات إشكالية: ما طبيعة العقلانية العلمية؟ وعلى ماذا تتأسس؟ على التجريب الاختباري أو العقل الرياضي أم هي عقلانية قائمة على تكامل المبدأين معا؟
العقلانية العلمية (حسب النزعة التجريبية) في نظر كل من "فرانسيس بيكون"، و"كلود برنار"
إن التجريب العلمي المخبري كسيرورة منهجية تمثل فيها التجربة لحظة أساسية وحاسمة في صياغة القوانين والنظريات العلمية، مما يدل أنها الأساس الذي تنبني عليه تلك النظريات. ومنه فالعقلانية العلمية عقلانية تجريبية اختبارية.
العقلانية العلمية حسب النزعة العقلانية، تحليل نص ألبيرت انشتاين؛ العقلانية المبدعة
" إن نسقا كاملا من الفيزياء النظرية يتكون من مفاهيم وأفكار وقوانين (..) والحال أن هذه المفاهيم والأفكار هي إبداعات حرة للعقل البشري "، نفهم من هذا القول، أن المفاهيم التي تبنى عليها النظريات العلمية هي إبداعات حرة للعقل الرياضي، وما يمكن للتجربة القيام به سوى التوجيه والارشاد في وضع الفرضيات وهذا دور ثانوي، ذلك أن العقل هو المبدأ الخلاق للنظرية العلمية. ونفهم أن الفكر العلمي أو العقلانية العلمية، عقلانية رياضية (مبدعة) خالصة.
العقلانية المعاصرة المنفتحة: تحليل نص "حوار العقل والتجربة" ل غاستون باشلار/ الإشارة إلى جون بيير فيرنان
يقول غاستون باشلار: "لا توجد عقلانية فارغة، كما لا وجود لاختبارية عمياء"، بمعنى أن الواقع في قبضة ما هو عقلي، والحجج والبراهين العقلية مرتبطة بالمعطيات التجريبية. وعليه فالعقلانية العلمية في نظر "باشلار" ليست بعقلانية منغلقة أو مطلقة؛ رياضية مبدعة أو تجريبية اختبارية، بل عقلانية مطبقة منفتحة. أو كما عبر عن ذلك "فيرنان" أكثر مرونة ونسبية.