مجزوءة الشعر العمودي - شعر المدح؛ دعوه... مبذرا – المتنبي
يعتبر الشعر ديوان العرب، ففيه سجلوا أفراحهم وأحزانهم، لحظاتهم المشرقة، علاقاته بالناس والكائنات من حولهم. وعرفت القصيدة العمودية في تاريخها عدة محطات من أهمها:
- العصر الأولى ( الجاهلي والإسلامي والأموي) وفيها حافظ الشاعر على أهم أسس الشعر،
- العصر العباسي: وفيه دار صراع بين المحافظين وبين من يدعو إلى الارتباط بالحياة اليومية غي الإبداع،
- الإبداع الشعري في المغرب والأندلس؛ انقسم بين تقليد نموذج شرقي وبين الاستجابة لخصوصيات المنطقة،
- ظهور الشعر الحر وشعر التفعيلة؛ في منتصف القرن 20، حيث الثورة على القصيدة العمودية، ومن رواده نازك الملائكة وبدر شاكر السياب..
يقصد بالقصيدة العمودية كل نص شعري يلتزم بنظام الشطرين، ولا يخرج عن أوزان وبحور الشعر 16.
تقديم النمط الشعري؛ المدح،
يعتبر المدح من أكثر الأغراض الشعرية التي تناولها الشعراء في أشعارهم سواء في الجاهلية أو في الإسلام وذلك راجع بالدرجة الأولى إلى ارتباط الشعر بالتكسب، وينقسم المدح عموما إلى؛
ملاحظة النص؛
دراسة العنوان؛ يتكون العنوان من كلمتين تتوسطهما نقط للحذف، الكلمة الأولى دعوه بمعنى نادوه وصفوه، لقبوه، أما الكلمة الثانية مبذرا فتعني الإفراط في الإنفاق عكسها البخل والإمساك.
صياغة الفرضية؛
إنطلاقا من العنوان المكون من كلمتين وبداية النص ونهايته، والغرض، أفترض أن النص عبارة عن قصيدة عمودية مدح فيها المتنبي علي بن منصور الحاجب لسخائه وجوده وكرمه وشجاعته.
✓✓ الفكرة العامة
مدح الشاعر لممدوحه ووصفه بمجموعة من الأوصاف كالسخاء والجود والكرم.
✓✓ الأفكار الأساسية؛
- الوحدة الأولى؛ من البيت 1 إلى البيت 3 استهلها الشاعر بالحديث عن النساء (غرض الغزل)،
- الوحدة الثانية؛ من البيت 4 إلى البيت 6 عبر من خلالها الشاعر عن معاناته الوجدانية والنفسية،
- الوحدة الثالثة؛ من البيت 7 إلى البيت الآخير، مدح الشاعر لممدوحه من خلال ذكر أوصافه الحميدة كالسخاء والشجاعة والكرم والجود ووصفه بالبدر والبحر والشمس..،
✓ مطلب التحليل؛ تحليل قصيدة دعوه .. مبذرا
✓✓ الأساليب؛
وظف الشاعر مجموعة من الألفاظ تتسم بالجزالة بعيدا عن الكلمات الدرجة أو العامية وعن الأساليب المبتذلة وكمثال على ذلك؛ النبهات، الخطوب، سنان قناته، القسطل، النظار..
✓✓ الجانب التصويري؛
ركز الشاعر على أسلوب التشبيه بكثرة لأنه أكثر إصابة للغرض من غيره، وكمثال على ذلك (الأبيات 17-18-19)، كما وظف أسلوب الاستعارة (البيتين 4-5)،
✓✓ الجانب البلاغي:
يتبين لنا أن القصيدة تنطبق كليا مع الفرضية التي قدمناها بأنها قصيدة شعرية عمودية مدحية بنظام الشطرين مدح فيها الشاعر ممدوحه بمجموعة من الصفات الحميدة، ولخدمة هذا الغرض وظف معجم متنوع (الشجاعة، الكرم) وأساليب اتسمت بالجزالة في اللفظ، دون أن ننسى جانب تصويري من خلال توظيف التشبيه والاستعارة، بالإضافة إلى أساليب بديعة كالطباق والجناس.