النزعة التوكيدية / الدوجماطيقا والشك المذهبي
أولا؛ النزعة التوكيدية (الدغمائية)
توجه فكري يؤمن إيمانا مطلق بصدق آرائه، وأن ما عداها وهم باطل. الدوجماطيقا بهذا المعنى تعصب متزمت دون إقامة الدليل على ما نؤمن به من أفكار إيمانا أعمى، وعدم اخضاع الآراء للدراسة النقدية، والقول بأن لا حدود للمعرفة.
وللدوجماطيقا أنواع ثلاثة هي؛
- دوجماطيقا مادية؛ تلك التي ترى أن الحقيقة ليست إلا مجرد صورة مطابقة للواقع المادي،
- دوجماطيقا دينية؛ الأخذ بتصور ديني معين وتطبيقيه على فلسفة، وجعله "مفتاح السر" الذي تفتح به الأبواب المغلقة.
- دوجماطيقا ساذجة؛ نجدها عند رجل الشارع (الإنسان العامي / العادي) الذي لا يقبل أن لا يقبل أن تناقش آراءه،
ثانيا: الشك المذهبي؛
الشك المذهبي شك من أجل الشك فقط، أي أن الشك وسيلة وغاية في نفس الآن.
أصحاب هذا التوجه هم ضد النزعة الدوجماطيقية، لأن التوكيديين لا يعرفون للمعرفة حدودا ويؤمنون إيمانا أعمى بقدرتهم العقلية، وهذا على خلاف الشكاك الذين يقرون بأن العقل عاجز تماما عن الوصول إلى أي علم أو معرفة.
وقد عرف الشك المذهبي مرحلتين تاريخيتين: مرحلة الفلسفة القديمة، ومرحلة الفلسفة الحديثة؛ في المرحلة الأولى كانت هناك مدرستين للشك، المدرسة الفرونية (نسبة إلى فرون)، ركزت هذه المدرسة على التشكيك في المعرفة الحسية. وفي مرحلة الفلسفة الحديثة وتحديدا مع بدء عصر النهضة اجتاحت الغرب (أوروبا) موجة من الشك كانت موجهة بصفة خاصة ضد الدين. والشك الموجه ضد الدين يسمى إلحادا أو مروقا. وحيتما ذاعت هذه الموجة من الإلحاد قام من الشكاك أنفسهم فلاسفة شكوا في قيمة الإنسان وقيمة العلم الإنساني ليصلوا من وراء ذلك إلى أن الدين وحده هو الذي يستطيع أن يوفر لنا اليقين. ومن أشهر هؤلاء الشكاك المؤمنين مشيل دي مونتني.